الوصف الجديد الذي يمكن أن نطلقه على "ثنائي" أعداء العرب والإنسانية والعالم، "دونالد ترامب، وبنيامين نتنياهو" هو ببساطة شديدة " شياطين العام وكل عام"، وإن كان في 2025، هو الأكثر شيطنة من الثنائي الشرير "ترامب – نتنياهو"، والذي بدأ بأفكار جهنمية.
ولا يكاد يمر يوم إلا ويخرج جديد من أحدهما ودائرة حكميهما، ومن بينها، ما جاء على لسان الشيطان التابع رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني "بنيامين نتنياهو، بعد قمة إعلان افلاسهما، في حوار نشرته القناة 14 الإسرائيلية يزعم فيه إمكانية إقامة دولة فلسطينية في السعودية وذلك بعد تنفيذ مخطط تهجير سكان قطاع غزة، في أعقاب من أعلنه الشيطان الأكبر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مخططه للسيطرة على غزة وترحيل السكان.
وتمثل تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني، جزء من مخطط صناعة الفوضى والجدل في المنطقة، وجزء من سياسات "ترامب – نتنياهو" الرامية لمزيد من الأزمات وتضييع فرص السلام، الذي يقفل أبوابه، ليفتح المجال أمام صراع لا ينتهي، وربما يدفع نحو مواجهات لا يمكن توقعها.
وهو ما وصفته مضامين تصريحات سعودية، بقولها "هناك انتقادات موجهة إلى نتنياهو لأنه لا يريد السلام، ويخلق المشاكل"، فيما أكدت الخارجية السعودية أن موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع، وهو موقف واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال، وفقا لتأكيدات ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، وهو ما اثار غضب ثنائي الشياطين الجدد.
تصريحات ثنائي الشيطان حول الطرح الجديد قوبل برفض واضح من مصر والتي اعتبرتها تصريحات غير مسؤولة ومرفوضة جملة وتفصيلاً، وتحريض واضح ضد السعودية، خصوصا أنها تطالب ببناء دولة فلسطينية على الأراضي السعودية وهو ما يمثل مساسا مباشرا بالسيادة السعودية وخرقا فاضحا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
التهور في الطرح والتصريحات سمة ثنائي الشيطان "ترامب – نتنياهو"، وهو ما دعا الخارجية المصرية، إلى رفضها مقولات رئيس الوزراء الصهيوني، لأنها تمس بأمن المملكة وسيادتها، والذي يجب احترامه، بل هو خط أحمر لن تسمح مصر بالمساس به، ويهدد استقرارها وأمنها القومي الذي هو من صميم أمن واستقرار مصر والدول العربية ولا تهاون فيه، بل هي إفتئات على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة غير القابلة للتصرف في إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وسرعان ما جاء الرد الإماراتي، والتي ترتبط بالكيان باتفاقيات دبلوماسية، رافضة التصريحات معتبرة أنها تعد سافر على قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأن سيادة السعودية خط أحمر، ولن تسمح الإمارات لأي دولة بتجاوز ذلك أو التعدي على هذه السيادة والتي هي خط أحمر.
تصرفات ترامب ونتنياهو تؤكد اتساع دائرة افلاس سياساتهما، فقد بدأت أفكارهما لتهجير الفلسطينيين المرفوضة عربيا وعالميا، إلى مصر والأردن، واتسعت الدائرة لتضم المغرب في مغازلة بقضية الصحراء، ثم اتجهوا إلى أرض البنط (بونتلاند) وأرض الصومال (صومالي لاند)، في مغازلة أيضا للاعتراف بهما، فإقليم أرض الصومال الانفصالي في الصومال يسعى للحصول على اعتراف دولي باستقلاله، كما أن منطقة بونتلاند، تتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال الصومال، وتسعى للانفصال.
من المهم أن نعي عربيا بأن المراوغة سياسة يتبعها ترامب ونتنياهو، ولا يجب أن نثق كليا فيما تقوله الولايات المتحدة بالقول انها لا تنوي الصدام مع مصر أو الدول العربية، وتصرفاتها عكس ما تقوله، وينطبق نفس الشيء على ما يقوله الكيان الصهيوني بشأن الالتزام باتفاقيات السلام، فالإجماع العام أنهما يمثلان أعداءً للسلام والاستقرار بالمنطقة، وليس من المستغرب أن يطرح الشيطانان السودان والإمارات والجزائر لتهجير الفلسطينيين إليها، بعد طرح السعودية مؤخرا، فالحذر واجب من ثنائي شياطين العام وكل الأعوام والعالم.
------------------------
بقلم: محمود الحضري